إلهام ومتحف وأزياء.
نحكي كثيرًا عن المتاحف ولكن لا نعطي نفس الأهمية للملهمات.
ربما السبب التقاءنا النادر بهن.
ولكن عند التقاءنا بهن...
نراهم خلف صفوف الأعمدة حيث مزيج الضوء والظل، يظهرن ويختفين خلف منحنى الحجر المنحوت، مرتدين التويد والحرير، حيث تنكشف الحلي والزهور، والحلي التي هي نفسها الأزهار.
نراهم يتقدمن، هؤلاء الملهمات المتألقات، اللائي تبرز خصورهن بمخمل مرصع باللؤلؤ، أو محررة تحت الثنيات. يسيرن مثل التماثيل التي عادت للحياة بين أولئك الذين ليسوا كذلك، مثل رموز الرسم والنحت والعمارة، في هذا القصر الذي يحييه هذا الجمال والإيقاع والجاذبية.

ملهمات الأزياء اللائي ألقتن بسحرهن على المتحف: غالييرا!
اسم مبهر له وقع أسطوري. اسم دوقة ذات عيون زرقاء ولدت في جنوة، والتي سعت لتقديم مجموعتها من التحف الفنية في عرض مذهل في عاصمة الأنوار. اللوحات الفلمنكية والإسبانية والإيطالية والأثاث الفرنسي من القرن الثامن عشر وبورسلين سيفر، وساعات ثمينة حيث يتوقف الوقت، كما هو الحال في هذا البهو المعمّد بمظهره الشبيه بالرواق المسقوف، حيث تصل الأعمدة نحو السماء، ملتفة حول نفسها.
قصر آسر، من شأنه أن يجمع الأعمال الرخامية الحالمة لأندريا بالاديو والمصنوعات الحديدية الفنية السابقة لعصرها لجوستاف إيفل، والسلالم والحدائق، والطراز الإيطالي والفرنسي، وعصر النهضة وعصر “بيل إيبوك”؛ يفوق الخيال ولكن له بنية متقنة.
متحف الأحلام، الذي تم ترميمه اليوم ليظهر برونقه السابق بفضل دار شانيل CHANEL، والذي أصبح الآن منزلاً، من الطوب الأحمر والأقبية الحجرية المقطوعة وحتى أكثر الكنوز المذهلة في تاريخ الأزياء، من القرن الثامن عشر حتى يومنا هذا.

الفساتين النهارية وفساتين السهرة والتنانير الفوقية وزي البلاط الملكي والقبعات والقفازات وحتى صدّر ماري أنطوانيت الذي قدمته لها روز بيرتين، “وزيرة الأزياء” ... التفتا الحريري الأزرق والساتان الأخضر والدانتيل الفضي المذهّب والقصات الأنيقة، التي لاقت نجاحًا بمرور الزمن. إذا كان للملابس تاريخها، فإن التاريخ له ملابسه، مقدمة في معارض غابريال شانيل Gabrielle Chanel Galleries بدعم من كيان مخصص للفن والذوق والأناقة، مما يجعل من غالييرا أول معرض دائم مخصص لتاريخ الأزياء في باريس. .

دليل؛ إذا كانت هناك حاجة إلى دليل أن باريس هي موطن الأزياء دائمًا، وأنها تظل تحقق نجاحًا اليوم، بفضل الخطى المفعمة بالحيوية لملهمات الأزياء الراقية، فنجده هناك، خلف الأعمدة حيث تم استخدام الضوء ببراعة.